بعد خلافات عاصفة شهدها اليوم الثانى للمؤتمر السادس لحركة التحرير الفلسطينى (فتح) فى بيت لحم، فتحت اللجنة المركزية والمجلس الثورى أبواب الترشيح، تمهيدا لانتخاب قيادة جديدة، بعد إرجاء ٢٤ ساعة إثر النقاشات الحادة التى اندلعت بين الأعضاء حول عدد من المسائل الخلافية، على رأسها تمكين أعضاء الحركة فى قطاع غزة، الذين منعتهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من مغادرة القطاع، من المشاركة إلكترونيا أو هاتفيا فى عملية التصويت.
وجرى فتح باب الترشح وسط تقديرات عن تزاحم كبير فى عدد المرشحين لكل من اللجنة المركزية للحركة التى سيجرى انتخاب ١٨ عضوا فيها والمجلس الثورى المقرر انتخاب نحو ١٢١ عضوا به، وكانت الجلسة المسائية للمؤتمر شهدت عدة مداخلات تحدث فيها عدد كبير من أعضاء المؤتمر عن مختلف القضايا.
وتسبب عدم تقديم اللجنة المركزية للحركة تقريرا شاملا عن أوضاع الحركة فى سجالات واعتراضات عاصفة بين أعضاء المؤتمر استدعت تدخلا من قبل الرئيس الفلسطينى محمود عباس، ولم تقف الأمور عند هذا الحد، إذ جرى نقاش حاد حول جدول أعمال المؤتمر، فضلا عن العضوية وهو نقاش لم يقل سخونة عن النقاش الذى جرى حول تمثيل حركة «فتح» من غزة فى المؤتمر.
وأعلن أحمد عبدالرحمن، المتحدث باسم «فتح»، رفض المؤتمر عقد مؤتمر تكميلى لانتخاب قيادة الحركة من غزة، وقال إن العمل يجرى لإيجاد صيغة يتم خلالها تمثيل القطاع، مشددا على أن «المؤتمر سيد نفسه وهناك انتخابات ديمقراطية وغزة لن تغيب عنها وليست مستثناة، لكن يجب مراعاة التوازن الضمنى فى أى قائمة تقدم للمؤتمر العام، بحيث تكون مرضية لكوادر الحركة سواء فى غزة أو الضفة».
على صعيد متصل، صرح فيليب كرولى، مساعد المتحدث الرسمى باسم الخارجية الأمريكية، بأن خطة السلام الأمريكية الجديدة للشرق الأوسط التى تنوى إدارة باراك أوباما إعلانها قريبا تشمل عدة بنود، منها إعادة انخراط الولايات المتحدة فى عملية التسوية، وجلب «جميع الأطراف» إلى مائدة المفاوضات ووضع «جميع القضايا» للنقاش، وفى وقت ذكرت فيه صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أن الولايات المتحدة طلبت من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو التعهد بتجميد الاستيطان اليهودى فى الضفة الغربية لعام واحد، نفى الناطق باسم نتنياهو علمه بما نشرته الصحيفة، قائلا «ليس على علم بالمعلومات»، التى وصفها بأنها «مجرد تكهنات إعلامية».
ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية قولها إن هذا الطلب نقل عبر المبعوث الأمريكى الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، أثناء محادثات أجراها الأسبوع الماضى فى القدس مع نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك، وقال ميتشل إن البلدان العربية لن تتخذ أى تدابير للتطبيع ولن تقبل بتقديم أى تنازلات تجاه إسرائيل دون الحصول مسبقاً على ضمانة بوقف البناء فى المستوطنات بالضفة الغربية.
وقالت الصحيفة أن نتنياهو وباراك لم يرفضا هذا الطلب لكنهما عبرا عن خلافهما مع المبعوث الأمريكى حول بعض النقاط، حيث لم يوافقا على تجميد الاستيطان سوى ٦ أشهر كحد أقصى