أعلن المهندس هاني أبوريدة استقالته من عضوية مجلس إدارة اتحاد كرة القدم لأسباب كثيرة فضل عدم ذكرها لكنه أكد في ايجاز شديد أن لاستقالته ظروفا خاصة تتمثل في الأجواء العامة التي لم تعد مواتية خاصة مع الثقة الكبيرة التي أولتها له الجمعية العمومية للاتحاد.
وفوجئ أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة أمس برئاسة سمير زاهر بأن المهندس هاني أبوريدة قدم استقالته للمجلس القومي للرياضة في وقت كان فيه مجلس إدارة الاتحاد علي وشك عقد اجتماع جاء بعد طول غياب.
وأضطر الاعضاء لحضور الجلسة من دون هاني أبوريده الذي بدا واضحا اعتراضه الشديد علي سير العمل داخل الاتحاد والذي حوله سمير زاهر الي ملجأ لكل من يبحث عن فرصة عمل.. بل ووصل به الحال الي أنه أرهق خزينة الجبلاية بعاملين وموظفين غير متفرغين ويعملون في جهات أخري غير الاتحاد ومع ذلك سهل عليهم الإنتساب للعمل داخل الاتحاد عن طريق رئيس الاتحاد وبعض الاعضاء وليس كلهم.
ولم يستطع هاني أبوريده البقاء في ظل المبالغ المالية المهدرة التي تخرج كل شهر من خزينة الاتحاد في صورة مرتبات وصلت الي400 ألف جنيه شهريا لـ150 موظفا وعاملا داخل الاتحاد.. وهو رقم مرعب لا يتماشي مع اتحاد رياضي يمكن أن يدار بعشرة موظفين علي أقصي تقدير وكان سميز زاهر قد أعلن قبل عدة شهور عن ما يسمي بمشروع الهيكلة لتنظيم العمل وتوزيع أدوار الموظفين والعاملين فيه.. وكان عددهم وقتها127 فردا يتقاضون350 ألف جنيه.
وشرع زاهر حينها في استقدام شركة متخصصة للهيكلة لضمان توفير العمالة وبالتالي ترشيد الانفاق وحصلت تلك الشركة علي مبلغ150 ألف جنيه مقابل إجراء عملية الهيكلة والتي كان أهم شرط فيها هو التفرغ وتنفيذ مبدأ الاحتراف المهني لكن شيئا لم يحدث من كل تعهدات ووعود سمير زاهر وبدلا من توفير العمالة الزائدة التي تعد الأضخم في تاريخ اتحاد الكرة.. بل وفي تاريخ الهيئات الرياضية الأهلية بكل صورها ـ
زاد زاهر هذه العمالة من127 موظفا الي150 وارتفعت قيمة أجورهم من350 ألف الي400 ألف جنيه ـ بل وتنوعت الوظائف في الشكل وليس المضمون لدرجة أن هناك من يتقاضون مرتبات شهرية تصل الي5 آلاف جنيه وليس لهم أي دور إلا علي الورق ولا يظهرون في مقر الجبلاية إلا للحصول علي الراتب الشهري ومنهم من يرتبط بمهام عمل أخري في جهات إعلامية ورياضية ومع ذلك تم تعيينهم في اتحاد الكرة برواتب مرتفعة لأسباب يعلمها زاهر قبل غيره!!
والأكثر من ذلك سلسلة توصيات المكتب التنفيذي الأخيرة التي كانت عامرة بقرارات تعيينات جديدة ورفع مرتب أحد الموظفين بلجنة التسويق من5 الي15 ألف جنيه شهريا رغم أن هذا الموظف ليس له أي دور في العمليات التسويقية التي استخلصها سمير زاهر لنفسه.
ولم تأت استقالة هاني أبوريده في هذا التوقيت أيضا إلا بعد أن شعر بأن هناك من يحاول أن يزج به فيما يجري من مخالفات داخل اتحاد الكرة.. وعندما حاول أن يبرئ نفسه مما يجري ويتبرأ مما يفعله زاهر.. فوجئ بأن الأخير يطلق سيلا من التصريحات في حقه.. وكأن هناك نية مبيته للإيقاع به فيما يجري واجباره علي القبول به والرضا بما فيه حتي لو كان ذلك مخالفا للوائح ويحمل تجاوزات لا تنتهي.
هذا كان جزءا من كل.. وما خفي كان أعظم ويكفي الإشارة الي سلسلة المخالفات المتعمدة في تشكيل اللجان الفرعية بالاتحاد, وعدم اجراء التشكيلات الجديدة للمناطق.. وأخيرا أزمة البث الفضائي التي أسهم زاهر في تأجيجها ولعب دور البطل قبل أن يعود هائما علي وجهه ويرفع الراية البيضاء أمام ضغوط من يعرفون ماضيه وحاضره وربما مستقبله.
وعلي ذكر استقالة هاني أبوريدة أمس.. استغل سمير زاهر ومن معه فرصة غياب أبوريدة واعتمدوا كل توصيات المكتب التنفيذي التي اشعلت نار الخلافات داخل الجبلاية.
أما عن قرارات المجلس فاقتصرت علي اعتماد تشكيل الجهاز الفني لمنتخب مواليد1991 المكون من مصطفي يونس مديرا فنيا وهشام يكن مدربا مساعدا وعمرو أنور مدربا ـ كما اعتمد تشكيل الجهاز الفني لمواليد94 المكون من محمد عمر مديرا فنيا, ووليد صلاح الدين لاعب الأهلي السابق مدربا مساعدا وياسر عزت مدربا وعمرو عبدالسلام مدربا لحراس المرمي.
كما أعتمد مجلس الإدارة تشكيل لجنة الحكام وقرارات لجنة شئون اللاعبين.