رغم الخسارة أمام البرازيل في افتتاح مباريات المجموعة الثانية لبطولة كاس القارات، فان الصحف المصرية الصادرة صباح الثلاثاء اجتمعت على الاحتفاء بالأداء المصري في المباراة، فيما تجاهلت الصحف البرازيلية كل ما هو غير نجاح فريقها في الخروج بالنقاط الثلاثة.
وفي الولايات المتحدة لم تكن الخسارة على أيدي المنتخب الإيطالي أبطال العالم هي الخبر الأبرز، وإنما كانت حقيقة أن الخسارة جاءت بأقدام جيوسيبي روسي الإيطالي الذي نشأ في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.
رغم اعتراف صحيفة "جازيتا سبورتيفا" البرازيلية أن فريقها "عانى في المباراة لكنه تمكن من هزيمة المنتخب المصري في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع".
وتابعت الصحيفة في تقريرها أنه "رغم التقدم البرازيلي بهدفين إلا أن رد الفعل الإفريقي ظهر حقاً في شوط المباراة الثاني، خاصة بعدما دفع المدير الفني الذكي حسن شحاتة بأحمد عيد عبد الملك من على مقاعد البدلاء ليقتل الدفاع البرازيلي".
كما أشادت الصحيفة بـ"رد فعل المصريين بعد الهدف الأول الذي كان مدهشاً، ومكّنهم من تحقيق التعادل بعد فترة قصيرة من هدف التقدم الأول للسامبا".
وهاجمت الصحيفة اللاعب المصري أحمد المحمدي الذي "حاول خداع الحكم بادعاء أن الكرة ارتطمت بوجهه لكن الحكم المخضرم لم يقتنع ليطرد اللاعب المصري ويمنح البرازيليين ركلة جزاء".
أما صحيفة "تريبيون" البرازيلية فأكدت في تقرير حمل عنوان "كاكا المنقذ" أن اللاعب المنتقل حديثاً إلى ريال مدريد الإسباني "تمكن من إنقاذ المباراة التي كادت أن تنتهي بالتعادل".
ووصفت الصحيفة أداء السليساو في المباراة بأنه كان "محبطاً خاصة في الشوط الثاني حينما ظهر المنتخب المصري أكثر خطورة على المرمى"
ولكن الإشادة الأكبر بالمنتخب المصري على الصفحات البرازيلية جاء من خلال صحيفة "زيرو أورا" التي أكدت أن منتخب البرازيل "تمكن من تحقيق فوز صعب على المنتخب المصري"
وأكدت الصحيفة ان المنتخب البرازيلي كاد أن يختبر شعوراً قاسياً في افتتاح مشاركاته في بطولة كأس القارات بعدما كان يبدو أنه سيحقق فوزراً سهلاً، ليس فقط لأن المنتخب المصري الصلب تمكن من إدراك التعادل بعد تقدم السليساو 3-1 في الشوط الأول، بل لأنهم كانوا الخصم الأبرز والأكثر سيطرة على مجريات اللقاء، ولحسن الحظ أن كاكا تمكن من انتزاع الفوز في الدقيقة الأخيرة".
احتفاء مصري
وعلى الجانب الآخر، وانتشرت العناوين المحتفية بالمنتخب المصري في صدر الصفحة الأولى لصحيفة "الدستور" المصرية والتي كان منها "مصر لقنت البرازيل درساً في احترام الفراعنة"، و"أولاد المعلم فاجأوا 80 مليون مصري وقدموا عرضاً رائعاً رغم الهزيمة".
وطرحت الصحيفة تساؤلاً عن "الأسباب التي دفعت بعض الجماهير المصرية للهجوم على المنتخب في الشوط الأول وشجعته في الثاني؟"، وأجابت عليه مؤكده أن "أداء المعلم في الشوط الثاني أجبر الجميع على احترام الفراعنة".
وعنونت صحيفة "الشروق" تقريرها للمباراة التي وصفتها بـ"التاريخية" قائلة "مصر رقصّت البرازيل" مشددة على أن "نجوم السامبا سرقوا الفوز بضربة جزاء في الدقيقة الأخيرة".
وأكدت "الشروق" أن "هدف التعادل الثاني لزيدان جاء بعد دقائق مصرية خالصة تاه فيها لاعبو البرازيل أمام الثورة المصرية الفنية والبدنية التي منحت الفريق السيطرة الكاملة على مجريات اللعب".
أما "المصري اليوم" فأكدت في تقريرها الذي حمل عنوان "مصر تلقن البرازيل درساً في فنون الكرة رغم الهزيمة" أن "المنتخب المصري قدم واحدة من أفضل مبارياته على الإطلاق، وظهر ندا حقيقيا للبرازيليين ليعوض الجماهير عن الخسارة المخيبة للأمال أمام الجزائر الأسبوع الماضي".
وتابعت الصحيفة واسعة الإنتشار: "مع مرور الوقت اكتسب لاعبو المنتخب الثقة، فقدموا فاصلا من الإبداع اكتفى معه الفريق البرازيلي بالفرجة وتحول الملعب إلى ما يشبه استاد القاهرة حيث استحق الفريق تشجيع كل من في الملعب".
المهاجر الإيطالي
وفي إيطاليا توالت الإشادات بنجاح الفريق في تخطي العقبة الأمريكية بثلاثة أهداف مقابل هدف، خاصة بعد أن كان المنتخب الأمريكي متقدماً بهدف نظيف من ركلة جزاء.
ووصفت "القناة الرابعة" الإيطالية نتيجة المباراة بأنها مثّلت "نهاية خيالية، ليس فقط لإيطاليا وإنما لجيوسيبي روسي الذي سجل هدفين في المباراة".
وأكدت القناة عبر موقعها أن "المنتخب الأمريكي عانى من حالة إحباط طوال المباراة والتي زاد منها طرد الأمريكي ريكاردو كلارك في الدقيقة 33 من عمر اللقاء".
أما صحيفة "جازيتا ديلو سبورت" فأبرزت نجاح منتخب بلادها في العودة للمباراة "رغم التقدم الأمريكي بهدف، ولكن المنتخب الإيطالي استغل النقص العددي في الصفوف الأمريكية وحول الهزيمة إلى فوز كبير"
وأشارت الصحيفة إلى أن "المنتخب الإيطالي بدأ بالفعل حملته في البحث عن لقب كأس القارات بتقديم مباراة قوية أمام المنتخب الأمريكي".
وفي الولايات المتحدة الأمريكية كانت المرارة التي اتسمت بها تقارير الصحف موزعة على أكثر من جانب.
وأبرزت وكالة الأنباء الأمريكية "أسوشيتد برس" أول هذه الجوانب والتي تمثل في "البطاقة الحمراء المثيرة للجدل التي حصل عليها كلارس وأجبرت الفريق على استكمال المباراة بعشرة لاعبين".
وتمثل العنصر الثاني في المرارة الأمريكية والذي اشتركت في إبرازه كل من "أسوشيتد برس" وصحيفة "نيويورك تايمز" أن الخسارة لحقت بهم بعد التقدم بهدف في الشوط الأول".
كما اشترك الجانبين أيضاً في إبراز العنصر الثالث للحسرة الأمريكية عقب الهزيمة والذي تمثل في أن هدفين من الثلاثية التي هزت شباك المنتخب الأمريكي كانت بأقدام لاعب الوسط البديل جيوسيبي روسي الذي نشأ في كليفتون بولاية نيوجيرسي الأمريكية.
وفيما أشارت "نيويورك تايمز" أن اللاعب فضّل اللعب للمنتخب الذي ينتمي له نسبة لوالديه الإيطاليين، ورفض اللعب للمنتخب الأمريكي حيث نشأ، حمل تقرير "أسوشيتد برس" عنوان "روسي وبطاقة حمراء يهزمان الولايات المتحدة في كأس القارات".