توج حرس الحدود لأول مرة في تاريخه بطلا لكأس السوبر بعد تغلبه علي الأهلي( حامل اللقب) بهدفين أحرزهما أحمد مكي وأحمد عبدالغني في الدقيقتين6 و58 في المباراة التي جمعتهما مساء أمس باستاد الكلية الحربية وسط حضور جماهيري كبير, ويبدو أن البرتغالي جوزيه مدرب الأهلي السابق أعطي تعويذة تحقيق البطولات لتلميذه طارق العشري المدير الفني للحرس الذي اعتبر جوزيه معلمه الأول, في حين ترك حسام البدري حائرا في أول مهمة رسمية بعد أن تولي القيادة بعد رحيل جوزيه.
ويمكن القول إن حكم المباراة مدحت شعبان لم يكن موفقا علي الإطلاق, حيث لم يحتسب ضربتي جزاء للحرس, وشهد الشوط الأول طرد كابتن الأهلي أحمد السيد بعد أن تعمد ضرب أحمد عبدالملك ليدفع حامل اللقب ثمن فاتورة تهور اللاعب بعد أن لعب ناقصا لمدة56 دقيقة كاملة, برغم تفوق الأهلي الواضح بعد هدف التقدم للحرس الذي كلل جهوده في النهاية باستغلال هذا النقص ويتوج بطلا لكأس السوبر التاسعة عن جدارة واستحقاق أمام فريق كبير في وزن الأهلي.
طرد مستحق
الشوط الأول انتهي بتقدم حرس الحدود بهدف نظيف احرزه أحمد مكي في الدقيقة السادسة وشهد طردا مستحقا لأحمد السيد كابتن الأهلي بعد تعمده ضرب أحمد عبدالملك. كان حكم المباراة حمدي شعبان هو محور سيناريو هذا الشوط, لأن قراراته لم تكن موفقة علي الاطلاق, وظهر بصورة مهتزة, فاللاعبان أحمد السيد وعبدالملك كانا يستحق كلاهما الطرد بعد أن احتكاكهما ببعضهما دون كرة وتغاضي الحكم ايضا عن إنذارهما, مما أعطي الفرصة لأحمد السيد لأن يضرب خصمه بعدها في كرة مشتركة, ولم يتردد الحكم في إشهار البطاقة الحمراء, فكابتن الأهلي يبدو أنه لم يتعلم من درس معسكر الفريق بألمانيا, ويبدو أيضا أن عبدالملك دائما يبحث عن المشكلات واستفزاز خصومه, وتلك هي مشكلة الجهاز الفني للفريقين.
3 فرص
بعد أن ظهر تفوق الأهلي برغم تقدم الحرس بهدف مبكر أضاع3 فرص مؤكدة ودفع فاتورة تهور أحمد السيد ويجب أن تكون هناك وقفة جادة مع اللاعب, خاصة أنه يرتدي شارة الكابتن, فكيف سيكون قدوة لزملائه داخل الملعب؟!
ونعود إلي سيناريو المباراة فنجد أن حسام البدري لعب بتشكيل مكون من: أمير عبدالحميد للمرمي, وفي الدفاع الرباعي: سيد معوض وأحمد السيد ومحمد سمير وأحمد علي, وفي الوسط إينو وحسام عاشور وأحمد فتحي ومحمد أبوتريكة, وفي الهجوم هاني العجيزي ومحمد طلعت.
ولعب العشري بتشكيل مكون من: كاميني للمرمي, والدفاع: إسلام الشاطر وهاني سعيد وأحمد عاصم ومحمد مكي, وفي الوسط أحمد مكي الصغير ومحمد حليم ومحمد الهردة وعبدالسلام نجاح, وفي الهجوم أحمد عبدالملك وأحمد عبدالغني.
انطلاقات معوض
الأهلي ركز في بناء هجماته علي انطلاقات سيد معوض بالجهة اليسري التي كانت أكثر نشاطا, لكن لم تكن هناك فرص مؤكدة لرأسي الحربة, ولم يكونا مؤثرين بشكل جيد, ولم يلعب أحمد فتحي الدور الهجومي مما جعل أحمد علي يتقدم, لكن جاء علي حساب الواجب الدفاعي, لهذا جاء هدف التقدم عندما تسلم عبدالملك الكرة ولم يقم أحمد بالتغطية اللازمة ورفع كرة لنجاح الذي مررها لأحمد مكي وأودعها بقدمه اليسري علي يسار أمير, والهدف مسئولية مشتركة بين دفاع الأهلي المرتبك.
تراجع الحرس
تراجع الحرس بعد6 دقائق عقب هدف التقدم مما أعطي سيطرة كاملة للأهلي وتقدم كثيرا بمعاونة أبوتريكة وأحيانا إينو, وضيع حامل اللقب أكثر من فرصة مؤكدة, كانت أخطرها الكرة التي ارتدت من القائم الأيمن من كرة العجيزي التي سددها بإتقان في القائم, وبعدها تضيع فرصتان مؤكدتان للأهلي عن طريق أبوتريكة.
طرد أحمد السيد أعطي ثقة من جديد للحرس الذي حاول استغلال النقص العددي في صفوف الأهلي وهاجم بشدة مع تراجع الأهلي وتغيير تكتيكي عندما دفع البدري بمصطفي شبيطة بدلا من العجيزي لينتهي الشوط الأول بتقدم حرس الحدود بهدف نظيف.
تغيير للحرس
مع بداية الشوط الثاني دفع العشري بأحمد سعيد أوكا بدلا من أحمد مكي لتأمين دفاعه برغم الزيادة العددية لفريقه, فماذا كان يريد العشري والأهلي يلعب بعشرة لاعبين برغم أن استمرار هجومه كان من الممكن أن يجعله يتقدم بالهدف الثاني وهدف الاطمئنان؟! وبرغم هذا النقص فإن الأهلي لعب بشجاعة وهاجم وواصل سيطرته للبحث عن هدف التعادل وغاب رأسا الحربة للحرس, فالأول وهو عبدالغني حركته ووزنه الزائد لا يساعدانه في تشكيل أي خطورة باستثناء تسديداته القوية, والثاني وهو أحمد عبدالملك كان يبحث عن لاعب يحتك به من جديد بعد خروج أحمد السيد!!
هدف ثان
..وبرغم سيطرة الأهلي نجح حرس الحدود في تسجيل الهدف الثاني من هجمة مرتدة سريعة أحرزه أحمد عبدالغني من كرة تسلمها من محمد مكي وسددها زاحفة علي يمين أمير عبدالحميد, بعد الهدف الثاني دفع البدري بتغيير ثان حيث لعب جيلبرتو بدلا من سيد معوض, أعقبه تغييران لطارق العشري, حيث دفع بكل من عبدالرحمن محيي وأحمد كمال. الأهلي برغم النقص العددي حاول وينقذ كاميني هدفا مؤكدا عندما أبعد رأسية محمد طلعت إلي ركنية ببراعة.
حرس الحدود اطمأن نسبيا إلي إحراز كأس السوبر وتعمد تهدئة اللعب وامتصاص حماس لاعبي الأهلي والاعتماد علي المرتدات والتسديدات من خارج منطقة الجزاء, خاصة من قدمي عبدالغني وعيد عبدالملك, ويدفع البدري بآخر أوراقه عندما دفع بعبدالله فاروق بدلا من إينو, لكن كانت المهمة صعبة لحامل اللقب بعد أن فرض الحرس دفاعا حديديا علي لاعبي الأهلي, بالإضافة إلي الضغط الجيد علي خصمه, فحاول حامل اللقب تقليص الفارق وفي الوقت نفسه نجح الحرس في تهدئة اللعب عندما كان يريد ذلك لتنتهي الدقائق الأخيرة سريعة ويتوج الحرس لأول مرة في تاريخه بطلا لكأس السوبر ـ باكورة افتتاح الموسم الكروي الجديد.