مع صدور قرار وزير الزراعة بحظر تداول الطيور الحية ومنع ذبحها داخل المحلات أثيرت العديد من التساؤلات حول مستقبل صناعة الدواجن في مصر..فما هو تأثير القرار علي الاسعار؟ وما هي الضمانات الكافية لضبط الاسواق والاسعار ومنع تهريب الدواجن إلي محلات بير السلم؟
وهل الثلاجات والمجازر الموجودة حاليا تكفي طاقاتها لاستيعاب اكثر من ٠٠٥ مليون دجاجة يتم انتاجها يوميا؟.. اسئلة كثيرة ناقشتها »الاخبار« في السطورالقادمة مع خبراء الدواجن في مصر:خاصة بعد ان اكد الخبراء ان طاقة المجازر لا تتجاوز ثلاثمائة مليون دجاجة سنويا.. بينما يصل حجم الانتاج إلي خمسمائة مليون.. وهو ما يعني وجود ٠٠٢ مليون دجاجة لا تجد مكانا في المجازر!!
تحقيق :
أحمد عبيدو
تصوير: هشام المصري
القرار سيتم تطبيقه تدريجيا حيث تم تحديد بعض المدن والاحياء لتكون منطلقا لتنفيذ القرار وهي مناطق القاهرة والاسكندرية والجيزة وحلوان والمعادي والشيخ زايد و ٦ اكتوبر.. هذه المناطق سوف تبيع الطيور مبردة أو مجمدة من خلال منافذ التوزيع الملحقة بالمجازر أو سلاسل السوبر ماركت، وكذلك محلات بيع الدواجن التي يمنع بها ذبح الطيور حية.. كما تنص اللائحة علي اعطاء مهلة لمدة عام لاصحاب محلات بيع الدواجن في باقي المحافظات لتوفيق أوضاعهم للاستمرار في النشاط الداجن أو تغيير نشاط العمل نهائيا..
وعن تأثيرات هذا القرار يقول د. محمد الشافعي نائب اتحاد منتجي الدواجن ـ ان المجازر المنتشرة حاليا في جميع انحاء مصر لا تكفي لاستيعاب الانتاج الداجني والذي كان يصل قبل ازمة انفلونزا الطيور إلي ٠٥٨ مليون دجاجة سنويا في حين ان الطاقة الاستيعابية للمجازر تصل إلي ٠٠٣ مليون دجاجة، وهذا يعني ان هناك عجزا فيما تستوعبه المجازر من حجم الانتاج حين يذبح بها ربع الانتاج فقط، اما بعد انتشار المرض فقد وصل الانتاج إلي ٠٠٥ مليون دجاجة سنويا، ومن ثم هناك عجز يصل إلي ٠٠٢ مليون دجاجة تبحث عن مجازر مزودة بثلاجات لاستيعابها.
ويشير: انه اذا لم يتم الاسراع في مد المهلة المحددة لمحلات الدواجن الملتزمة صحيا فسوف يشهد السوق الداجني ارتفاعا في الاسعار خاصة بعد قيام اصحاب المحلات بتهريب الكميات الاضافية من الدواجن التي لا تستوعبها المجازر ليتم ذبحها في اماكن بير السلم بعيدا عن اعين الهيئات الرقابية، والقيام ببيعها للمستهلك بأسعار فلكية شاملة مصاريف النقل والشحن والاماكن السرية.
توفيق الاوضاع
ومن جانبه يؤكد اللواء عبدالغفار يوسف ـ رئيس بورصة الدواجن ـ ان الكثير من اصحاب محلات بيع الطيور لديها التزامات واعباء مالية والبعض منهم مدين بالكثير من الاموال لشركات الدواجن والمزارع، لذلك فان مطلب زيادة المهلة المحددة بسنة لا غني عنه بالنسبة لأصحاب المحلات لتوفير الوقت المناسب لتوفيق اوضاعهم وتحديد اذا ما كانوا سيستمرون في هذا النشاط أم لا؟
ويضيف ان حجم الانتاج اليومي من الدواجن في مصر يصل إلي مليون وربع المليون دجاجة يتم تجميد ٠٠٤ الف دجاجة منها يوميا بقدر ما تستوعب المجازر وثلاجاتها وثلاجات محلات السوبر ماركت، الامر الذي يعني انه عند تطبيق قرار وزير الزراعة بمنع تداول وبيع الطيور حية سيكون هناك اكثر من ٠٠٨ الف دجاجة يوميا تحتاج إلي تجميد مما سيفتح الباب لتهريبها في ظل عدم توافر المجازر والثلاجات، لذلك من الافضل مد المهلة واعطاء تصاريح لمحلات بيع الطيور في مثل هذه المحافظات لمزاولة النشاط الداجني مجمدا أو مبردا.
مجازر صغيرة
إذا اردت ان تطاع فأمر بالمستطاع.. هكذا وصف أحمد الخياط ـ رئيس منتجي الدواجن السابق ـ قرار وزير الزراعة قائلا: ان هناك مليونا ونصف المليون مواطن يعملون في مهنة صناعة الدواجن، وهم الآن علي حافة فقدان عملهم بعد قرار الوزير لانه سيتم إغلاق محلات بيع الطيور بعد عام اذا لم تقم ببيع الطيور مجمدة لذا من الضروري ترك هذه المحلات تعمل تحت ضمانات وشروط صحية معينة مقرونة بحملات بيطرية للتأكد من خضوعها للمواصفات الصحية لتقوم هذه المحلات بعد تأهيل نفسها بعمليات الذبح والتنظيف والتكييس والتغليف والتعبئة والتبريد والتجميد ولتتحول إلي مجازر صغيرة، خاصة ويضيف انه يجب تقسيم الجمهورية إلي عدة مناطق لذبح طيور المحافظات المنتجة في المحافظات التي تحتوي علي مجازر، ويعتبر ذلك احد حلول مشكلة عدم استيعاب الثلاجات للدواجن.
وعلي المستوي الرسمي يؤكد د. حسن شفيق رئيس الادارة المركزية للصحة العامة والمجازر ـ إلي أنه يجري حاليا إنشاء المزيد من المجازر المزودة بمنافذ التوزيع علي مستوي المحافظات لاستيعاب الانتاج الداجني في مصر حيث يتم بناء عدد كبير من المجازر خلال سنة هي مدة مهلة توفيق الاوضاع لاصحاب المحلات.
ومن جانبها اكدت د. سعاد الخولي ـ وكيل وزارة الزراعة ومديرة الطب البيطري بمحافظة القاهرة ـ ان هناك غرامة قدرها ٠١ الاف جنيه أو الحبس لمدة سنة سيتم تطبيقها علي المحلات التي لم تلتزم بالقرار، مشيرا إلي أنه بالنسبة لمحافظة القاهرة يوجد ٠٥ مجزرا ملحقا بها منافذ للتوزيع، ومزودة بأحدث طرق الذبح والتبريد والتجميد.. واضافت د. سعاد الخولي: ان محافظ القاهرة د.عبدالعظيم وزير يدرس حاليا فكرة انشاء شوادر لبيع الدواجن في جميع احياء المحافظة خلال شهر رمضان للتحكم في الاسواق والاسعار ومنع التلاعب في الاخيرة، واشارت إلي أنه يتم التنسيق مع الصندوق الاجتماعي.
جولة الاخبار
وفي جولة الاخبار علي منافذ التوزيع الملحقة بالمجازر الآلية أكد ياسر بيومي ـ صاحب احد المجازر بمصرالجديدة ـ ان المجزر يتوافر به كل الضمانات والشروط الصحية بالاضافة إلي توافرمعمل لاخذ العينات وفحصها من الدواجن، كما ان المجزر مزود به شاشات وكاميرات يستطيع المستهلك من خلالها مشاهدة ذبح الدواجن داخل المجزر للتأكد من انها طازجة، وبداخل احد المجازر بمنطقة المعادي اكد رشاد قرني ـ صاحب المجزر ـ انه يتم اتباع كل الاشتراطات الصحية داخل المجزر وان الاسعار مناسبة للجميع حيث يصل سعر الكيلو من الدواجن المبردة 7١ جنيها والمجمدة 9١ جنيها.