انتقد الدكتور حسن عيداروس، الممثل الإقليمى للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية فى مصر، إجراءات الدولة لمكافحة «أنفلونزا الخنازير»، معتبرا أن هذه الإجراءات ونظام التحصين المتبع ليست بالمستوى المطلوب لاحتواء المرض.
قال عيداروس، فى تصريحات صحفية، أمس الأول، عقب انتهاء مؤتمر مكافحة أنفلونزا الطيور الذى نظمته الهيئة العامة للخدمات البيطرية بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية، إن الوضع الحالى لهذا المرض فى مصر أكد أن الإجراءات التى تمت خلال السنوات الماضية منذ ظهوره فى الدولة رسميا، لم تكن بالقدر المطلوب للتحكم والسيطرة عليه، مطالبا بـ«مراجعة النفس والتعلم من الأخطاء، لإصلاح أنفسنا».
أوضح الخبير الدولى، أنه من الوارد حدوث اندماج بين فيروسى أنفلونزا الطيور والخنازير ليكوّنا فيروسا أكثر ضراوة منهما، وعندها يمكنه الانتقال بين الطيور والخنازير والإنسان ويتحول إلى وباء عالمى.
وذكر أن نظام التحصين الذى يجرى حاليا ليس بالمستوى المطلوب لاحتواء المرض، مستطردا: «لكن من المؤكد أنه أداة للتحكم فيه إذا لم تكن الأدوات الأخرى موجودة بكفاءة، لأن التحصين لن يمكن من احتواء أنفلونزا الطيور»،
موضحا أن تحصين الطيور يخفى المرض ويساعد على انتشاره فى الوقت نفسه، ما لم يكن هناك ترصد فعال ومستمر، حيث تتحول الدجاجة إلى بطة لا تظهر عليها الأعراض المرضية لكنها تصبح مصدرا لإنتاج الفيروس ونشر المرض.
وأشار إلى أن التحصين هو مجرد مرحلة مؤقتة للتخلص من المرض، وليس وسيلة مستمرة للتعايش معه، مشددا على أن الاستفادة من دروس الماضى للمكافحة تتطلب التركيز على العديد من الإجراءات الفعالة مثل الاعتماد على سياسة تعويض لجميع المتضررين مع التوضيح أن الهدف من التعويض ليس مساعدة المربين، وإنما تشجيعهم على الإبلاغ عن حالات الاشتباه بالإصابة بالمرض للمساعدة فى التخلص من الطيور المصابة واتخاذ الإجراءات الصحيحة للتخلص الآمن منها.
شدد عيداروس على أن سياسة التعويض يجب أن تطبق على كل طائر موجود على الأراضى المصرية بصرف النظر عن تسجيله من عدمه، سواء فى التربية الريفية أو التربية المنزلية فى المدن، مشيرا إلى ضرورة أن يكون التعويض مباشرا لإعادة الثقة بين المربين والجهات الحكومية.